وطن الرياح
على جانب الطريق الطويل الممتد إلى النهاية ..
نذهب إلى مضجع الشمس ..
نبتسم بألم ..
ونهمس بصمت ..
ونسترجع اللحظات والأيام ..
توشك الشمس على المغيب
تودعني
بعد انتظار طويل ...
بينما الليل الحالك يخيم على أطرافي
كأهداب تلتف على عيونها
..كي تهرب من الظلام إلى الضوء القابع تحتها ..
أرقب الشمس التي تودع الدنى
وتشد رحالها في صمت عميق..
لم تعد هنالك طيور تغني ..
ولا أشجار تتراقص على لحن الريح ..
حتى البحر
سكن موجه
واستكان لمصير مجهول .. (إنكسار مريب).
أحاول أن استبين ما وراء الظلام .
. ولا أرى إلا وجوم الليل .. وغيوم الأسى
أحاول لبرهة ان اتبسم ..
مؤكدا لنفسي أني قادر على الوقوف في وجه الظلام ومجاراته ..
بكل خباياه المعتمة ..
ومساراته المخيفة ..
و بخجل النسمات .. اتلفت حولي ..
رصيف هادئ مبعثرة أجزاءه ..
ومحيط صامت محتشم ..
والليل وأنا في صراع مرير ..
بينما هنالك في البعيد .. أرى أناس يحملون مشاعل من نار .
. كي يبددوا الظلام المستديم ..
وقد نجحوا في تحجيم الليل وألقوا به إلى مرساي
.. حتى اضحى يعم اجزائي ..
ما الفرق بيني وبينهم ؟؟ لماذا انا جالس بينما أؤلئك واقفون
عبرات لاهثة تتراقص على أطراف أصابعي ..
والرياح تقلب أوراقي .. المملوءة بالذكريات ..
ومسيرا خلف حدقات عيناي يزفني نحو بارقة الأمل ..
إذا لماذا انا متوقف ..؟
حاولت أن استجمع أجزاء مخيلتي كي أجيب ..
الليل يتحفز كي يطوي إجاباتي .. التي رسمتها على صفحات الأيام ..
وخمول كامن في خلاياي .. يعتري كامل أجزائي ..
[size=24]لم أستطع الإجابة .. لاني لا أعلمها ..
كيف أجيب وقد تناثرت أوراقي .. وبعثرتها الرياح ..
إذا هذه هي فلسفة الحياة .. ( هذه هي نظريتي لوحدي )
أسجل صفحاتي كي اجمعها ..
. والليل يحموا تلك الصفحات البيضاء .
. لترمي بها الرياح في وجهي الجديد ..
ترى أي وطن أنا .. وأي شتات يجمعني بي .. ؟؟
وأي تحد سوف يصنع مني وطن آخر .. يحلم أن يمتلكه الآخرون .
لا زال الصمت والليل مسيطران على كل إجاباتي ..
أتخيل قدرا يصنعني ... في زمن آت ..
واغرق في نوم عميق ... وسبات ..
تجاهلت أن استيقظ على أصوات الطيور الجائعة في واحتي .. الغناء ..
حتى أصوات الأطفال القريبة لم توقظني ..
وحينما استيقظت .. أجد ورقة بجانبي ..
ربما خطتها احلامي ..(ما أجمل الظلام .. والأجمل أن تنام ).